الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على رسول الهدى الذي أمره الله بالعلم قبل العمل، وعلى آله وأصحابه ومن بأثره اقتفى والتزم. وبعد :
مما لا مراء فيه أن مقياس نجاح عمل من الأعمال يكون بمدى إقبال الناس عليه، ولعل ما لامسناه من الاقبال المتزايد واللامتناهي على العدد الأول من مجلة الآفاق القانونية الرقمية من طرف قرائها ومتتبعيها الأعزاء، لخير دليل وأقوى برهان على نجاح هذه التجربة المتميزة التي أعطت أكلها.
وإيمانا منا بأهمية الدوريات والمجلات العلمية المحكمة، خاصة الرقمية منها والإلكترونية، لاسيما وأن هذ الأخيرة تضمن وصول المعرفة القانونية لأكبر عدد ممكن من القراء والمهتمين، هذا فضلا عما تقدمه من خدمات جليلة باعتبارها وعاء معرفي يغترف منه الباحث والدارس، وينهل من معينه القاصي والداني دون كلل ولا ملل، لأجل كل هذا – وما هذا سوى القليل – بادرنا إلى إصدار العدد الثاني من مجلة الآفاق القانونية الرقمية، آملين أن يلقى إقبالا متزايدا لدى الباحثين والمهتمين بالشأن القانوني والفقهي والقضائي.
هذا ولقد حاولنا في هذا العدد – كالذي سبقه – أن ننوّع من المقالات والأبحاث، فتعمدنا أن نأخذ من كل فن طرف ومن كل فرع من فروع القانون دراسة حتى ينال كل باحث رغبته ويجد ضالته.
والمتصفح للعدد الثاني من مجلة الآفاق القانونية الرقمية، سيلامس هذا التنوع، وسيدرك بحق مدى غزارة المادة العلمية والمعرفة القانونية والقضائية والفقهية التي يحتوي عليها هذا العدد، إذ يجد فيه القارئ الكريم مقالات رصينة وأبحاث دقيقة ذات صلة بكل من المادة المدنية والمادة الجنائية، فضلا عن تلك المنضوية تحت لواء القانون العام، من إنجاز أساتذة وباحثين مشهود لهم بالكفاءة وعمق النظر كل في بابه ومجال تخصصه.
ويتميز هذا العدد بكونه يضم إلى جانب المقالات والأبحاث، تقريرا مفصلا حول اللقاء التواصلي الذي نظمه ماستر القانون والبنوك التشاركية والتأمينات التكافلية تحت عنوان: البنوك التشاركية في التجربة المغربية، الواقع والآفاق ” بنك أمنية نموذجا “.
ونظرا لما يكتسبه الاجتهاد القضائي من أهمية باعتباره مختبر القوانين، فإننا كعادتنا انتقينا لمتتبعي مجلة الآفاق القانونية الرقمية ثلة من الأحكام والقرارات القضائية الهامة والمفيدة، ستنشر لأول مرة ضمن هذا العدد.
وفي الأخير نزف لمتتبعي مجلة الآفاق القانونية الرقمية باقة من الشكر والامتنان، ونقول لهم بأننا لا نرجو من وراء هذا العمل إلا أجر وثواب ناشر العلم، مصداقا لقول ابن الجوزي – رحمة الله عليه- : ” من أحب ألا ينقطع عمله بعد موته، فلينشر العلم.” (التذكرة في الوعظ لابن الجوزي ص: 55.)
إدارة مجلة الآفاق القانونية الرقمية
وحرر في تيزنيت بتاريخ 28 ماي 2018
